من اكثر الامور تعقيدا في مجتمعاتنا هو الجدل المستمر وتحديدا لدى العقلية العربية التي كانت ولا زالت تشكك في كل صغيرة وكبيرة و لربما الاخوة في مصر اختصروا هذا النوع في كلمة واحدة وهي كلمة ” عبيط ” ، اي ان هذا الشخص يعرف جيدا الحقيقة ولكن يستمر في التشكيك والجدل وراء اسباب مختلفة .
شخصيا اجد البرامج الوثائقية التي تعتمد عل تسجيلات وصور وأرقام هي السبيل الوحيد في اشهار الدليل القاطع على اي فكرة او نظرية يتم عرضها على مجتمعاتنا .
ثاني ايام العيد شاهدت فيلم وثائقي يتحدث عن مافيا المراهنات ، بكل تأكيد الوثائقي والتقرير المعروض هو محايد تماما وناتج من مجموعة لقاءات مع محققين ومدعي عام ايطالي ، وبعض مسئولي الانتر بول ، وأطراف اخرى .
حقيقة ما شاهدته من ارقام ووقائع امر مفزع جدا ، تخيلو معي 140 مليار يورو سنويا قيمة المراهنات على الألعاب الرياضية ، كرة القدم تتحصل على 50% اي ما يقارب 70 مليار يورو سنويا ..!
التقرير اثناء عرضة توقف بشكل ملفت على نهائي دوري الابطال في موسم 2010-2011 والذي واجه فيه بطل الدوري الانجليزي مانشستر يونايتد فريق بيب غوارديولا الاسباني ..! هذا النهائي وصل الرهان فيه الى مليار يورو خلال 90 دقيقة ، وبطبيعة الحال السواد الاعظم من متابعي كرة القدم يتبين لهم ان المراهنة على المباريات متوفرة لدى آلاف المواقع وهي بطريقة مشروعه ولكن الحقيقة عكس ذلك تمام لان هذا السوق هو الطريق الوحيد الذي اصبحت فيه المافيا من حول العالم تقوم بغسل اموالها .
المافيا تدفع ما يقارب 30% او بالأصح تقدم خسارة من اموالها ما يقارب 30 % او 35% من اجل تمرير 70% بطريقة مشروعه ، اي اننا نجد ان لقاء النهائي في دوري الابطال مررت من خلاله خسائر ما يقارب 300 مليون يورو ، هذه الاموال تتجه نحو اشخاص يقومون بالاتفاق اما مع لاعبين او مع حكام او حراس مرمى من اجل الخسارة في هذا اللقاء وفي المقابل سيتحصلون على اموال خاصة بهم .
انا هنا لا اتهجم على اسماء وفرق بعينها ولكن هذه وقائع موثقة رسميا ، وليعذرني عشاق الميلان ونابولي ..! في موسم 1988 في الجولة قبل الاخيرة كان هناك لقاء شبه نهائي بين ميلان ونابولي كان يجب على ميلان الفوز في هذه المباراة ، مافيا الكامورا وضعت الرهان على ان يخسر نابولي ويتوج الميلان ، وبالفعل هذا ما حدث فقد تم دفع الاموال للاعبي نابولي وخرج مارا دونا في هذا اللقاء مدعي الاصابة على الرغم من تسجيله للهدف الاول ، اللحظة الكارثيه هي التي قدمها مدافع نابولي هدية لميلان عند تسجيل الهدف الثالث وكل شيء كان موثق بعدسات الكاميرا.
نحن في مدريد اجبرنا على دفع عمولات كبيرة للمافيا الايطالية في تورينو وتحديدا في عام 2001 عندما اردنا التوقيع مع زين الدين زيدان العمولة التي دفعت تجاوزت 12 مليون دولار ، ولكن هذا النوع من الاموال والتعاقدات لم يحسم بطولة او يتوج فريق بالزيف والكذب .
شخصيا اجد الخمس سنوات الاخيرة التتويج في دوري ابطال اوروبا يحسم على مستطيل البارات وليس مستطيل المباريات ..! لينصب من لا يستحق بطلا ويخرج من يستحق باطلا .