ليس الفارق بين كرة القدم العربية وبين كرة القدم الاوروبية فى الإمكانيات والموارد فمن ينظر بتلك النظرة سيكتشف إن نظرته سطحية للغاية فالفارق فى التنظيم والتفكير وعدم الكيل بمكيالين مهما كانت أسماء النجوم ولكن هناك نظام لايمكن لأحد أن يتخطاه مهما كانت الأسباب.
وقد فاجئتنا كبريات الصحف العالمية بخبر إعلان الاتحاد الاسباني لكرة القدم إيقاف النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان عن التدريب في اسبانيا لمدة 3 أشهر بسبب أنه لايمتلك رخصة تدريبية تجعله مدرب محترف فى أسبانيا .
هنا ينتهى الخبر كخبر صحفى ولكن هيا بنا لنفتش فى دهاليز هذا الخبر لنعرف أن الفوارق بين كرتنا العربية وكرتنا الأوروبية كبير للغاية.
لا أحد ينكر أن زيزو من أفضل من أنجبتهم كرة القدم العالمية وقدم الكثير وتاريخه يحتاج لمجلدات سواء مع اليوفنتوس الإيطالى وريال مدريد الأسبانى وكنجم منتخب فرنسا الأول ولكنه أخطأ خطأ فادح عندما دخل لسرداب التدريب دون أن يحصل على الرخصة لأنه ظن أن ريال مدريد سيحميه أو أن إسمه سيكون كفيلا لكى يقوم الإتحاد الأسبانى للتصفيق والتهليل لقرار تدريبه فريق الكاستيا فى دورى الدرجة الثالثة الأسبانية.
ولكن شيئا من هذا لم يحدث لأن كرة القدم الأوروبية لاعترف بالمجاملات والأسماء قاموا بإيقاف زيدان ليكون عبرة لغيرة لمن يستسهل ولايحصل على الرخصة التى تخول له مهنة التدريب حتى يتعلم أصول التدريب لأنها ليست بالفهلوة والشطارة فقط ولكن علم يجب أن تدرس قواعده جيدا لأنك لست مسئولا عن ثلاث نقاط فقط ولكن أنت مسئول عن شباب ستقومه ستجعله إما نافعا لمجتمعه أو بلده أو ستغرس فيه بعض الأفكار السلبية.
ولأن زيدان أقل بكثير من نجومنا العرب التى نكن لهم كل التقدير والإحترام لما قدموه لكرتنا العربية طوال عقود ماضية فإنهم فعلوا مثلما فعل زيزو ودخلوا عالم التدريب دون الحصول على رخصة وظنوا أن هتافات الجماهير ستحميهم وإن أساميهم عقود إذعان للوائح والقوانين ولن يجرموا أو يتم إيقافهم.
وبالفعل حدث ذلك بفهم لم يتعرضوا لأذى ولم يقدر أحد أن يتفوه بنص كلمه وخاف الجميع من تطبيق القواعد واللوائح فغاب النظام وسوف نقوم بسرد تجربة بسيطة لإسم من أفضل وأشهر نجوم كرة القدم العربية والمصرية وهو حسام حسن الذى قدم تجربة كروية رفيعة المستوى مع أندية الأهلى والزمالك والمصرى والاتحاد والترسانة والمنتخب المصرى الذى له تجربة فريدة تستحق أن يدرسها الأسبان ليعرفوا إنهم أخطئوا مع زيدان !
حسام لعب آخر مواسمه الكروية فى نادى الإتحاد السكندرى ولم تعجبه الأوضاع هناك فإعتزل كرة القدم دون حتى أن يتم رفع إسمه من فائمة زعيم الثغر وإنتقل لتدريب المصرى البورسعيدى فى 2008 وقدم مستويات جيدة ولأنه لم يتعلم قوانين التدريب ولم يحصل على الرخصة تسبب فى أحداث الشغب التى اندلعت فى ولاية بجاية الجزائرية على هامش مباراة شباب بجاية والمصرى بالدور قبل النهائى لبطولة شمال أفريقيا التى ودعها الأخضر البورسعيدى وقرر على فرج الله رئيس النادى المصرى فى هذا الوقت بعد وفاة سيد متولى إقالة التوأم لاشتباكهما مع الحكم الرابع ثم إنتقل لتدريب المصرية للاتصالات وهبط الإتصالات ولم يعد منذ ذلك الوقت وبعد تدهور نتائج الزمالك وكعادة إدارات الزمالك السابقة قام الزمالك بالتعاقد مع حسام حسن كمدرب للفريق لإنقاذه من شبح الهبوط وقتها فى نوفمبر 2009 بعد أن تدهور نتائج الفريق الأبيض وأصبح فى المركز الـ14 فى الدورى برصيد 11 نقطة بعد 11 أسبوع من الدورى المصرى وتولى العميد مسئولية الزمالك والفارق مع الإسماعيلى صاحب المركز الثانى كان 11 نقطةفيما كان يفصله 17 نقطة مع الأهلى متصدر البطولة لينهى الدورى بفارق 10 نقاط عن الاهلى وإهتمت الاوساط الرياضية بالتجربة وكان يجب على حسام وقتها الحصول على إجراءات الرخصة ودراسة قواعد التدريب حتى يصقل تجربته الفريدة ولكن شيئا من هذا لم يحدث .
وفى الموسم الثانى خسر الدورى المصرى بطريقة غريبة بعد أن كان متفوقا على الأهلى بفارق ستة نقاط كاملة ولكن لقلة خبرته وعدم دراسته خسر الدورى أمام مانويل جوزيه مدرب الأهلى وقتها الذى إستحدم الحرب النفسية ضده فخرج عن تركيزه وخسر اللقب وخسر الزمالك من الأفريقى التونسى فى دورى أبطال أفريقيا وواصل حسام عناده ودرب الإسماعيلى ولم يستمر معهم سوى مباراتين وخرج من كأس مصر وقتها أمام المقاولين وذهب لتدريب المصرى مرة أخرى وتم إلغاء الدورى وقتها بسبب مذبحة بورسعيد الشهيرة.
وبعد عودة الدورى درب حسام حسن المقاصة وحقق إنتصار واحد ثم تعرض للعديد من الخسائر فرحل سريعا عن هناك دون أن يدرك أهمية العلم والدراسةودرب منتخب الأردن وهناك كان لزاما عليه أن يحصل على رخصة تدريبية وأن يدرس لأن لوائح الإتحاد الأردنى تنص على ذلك ومن أجل ذلك تغيرت مسيرة حسام التدريبية ونجح مع المنتخب الأردنى فى التأهل للمرحلة النهائية لكأس العالم لولا أن قابل منتخب أورجواى القوى ولكنه تأهل فيما بعد لكأس آسيا 2015 التى ستقام فى إستراليا وكان يسير بخطى جيدة لولا رغبته فى العودة للزمالك الذى وفر له كل النجوم المميزة فى عالم كرة القدم المصرية ولكن لم ينجح حسام ورحل عن الفريق الملكى المصرى وهاهو الآن سيقوم بتدريب الإتحاد السكندرى .
نحن هنا لانقلل أبدا من العميد الذى ترك إرثا رائعا لكرة القدم المصرية ولكن نتناول أحد الفوارق الموجودة بين كرة القدم المصرية والعالمية فهل يعى الجميع أن كرة القدم ليست بالفهلوة وإنما بالقواعد والأسس والمنظومة