الجمعة، 11 أكتوبر 2013

فرانشيسكو توتي - اللاعب الخالد



في سن السابعة والثلاثين لايزال مهاجم روما فرانشيسكو توتي لاعب مميز جدا سواء من خلال أدائه في الميدان أو من خلال مثالية مواقفه.

من خلال مشاهدتي لهذا اللاعب خلال المباراة الأخيرة أمام نادي انتر ميلان تبين لي بالملموس أنه لم يفت الاوان بعد للاستفادة من خدماته، فحتى في سن 37 سنة وفي فريق رودي غارسيا الذي يعتمد على توفير المساحات عن طريق السرعة في تنفيذ العمليات، توتي كان الرابط والمدبر والممرر الذي يحدد وثيرة اللعب.

فمن خلال 6 تمريرات حاسمة يبقى توتي الممرر الأفضل في الدوري الايطالي خلال هذا الموسم، هذا بالإضافة إلى كون توتي يكون دائما في قلب اللعبة حيث يرغم لاعبي وسط دفاع الخصم على التراجع إلى الوراء فاتحا مجالات أرحب أمام كل من جيرفينهو وفلورينزي.

صحيح أنه لا يدافع كثيرا لكن تمريراته دقيقة، سريعة وعميقة مما يسمح له بتشغيل لاعبي الأجنحة واستغلال انسلالاتهما قدر الإمكان، توتي ليس الأسرع أكثر من زملائه لكنه سريع جدا بالكرة لكونه بارع في السيطرة على الكرة والمراوغة التي يحسنها بدقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بلاعب ضد لاعب حيث يمر بسرعة متناهية.

91٪ من التمريرات الناجحة ضد انتر ميلان وفي مركزه تؤكد عبقرية هذا اللاعب الذي غالبا ما يختار القرارات الصائبة في الأوقات الصعبة وهو أمر طبيعي للاعب أنيق يداعب الكرة وعيناه تراقب كل ما يدور فوق رقعة الميدان.

هذا ليس كل شيء لأن لعبه بدون كورة مثير أيضا، فنظرا لطبيعة تحركاته ولطريقة طلبه للكرة يعطي مساحات كثيرة لزملائه، إن تمركزه في المنطقة الفاصلة بين لاعبي الدفاع ووسط الخصم تجعل مأمورية حراسته صعبة للغاية وهو ما يجعله يجمع بين إتاحة الفرص لزملائه وبين إنهاء العمليات وكذا إمداد الزملاء بالتمريرات الحاسمة دون نسيان الإنقضاض على بعض الكرات الساقطة بين الفينة والأخرى.

لكن توتي ليس مجرد لاعب موهوب فهو لاعب نموذجي من خلال سلوكاته وأخلاقه وهذا ما يجعله دائما في قمة لياقته البدنية، فبقوة ساقيه وقوة الجزأ العلوي من جسمه يستطيع توتي حماية كرته من الخصوم، وبتعبير أفضل فهو لاعب يحسن التمركز بين الكرة ولاعب الخصم مما يجعله يراقب الوضع لاتخاذ القرار الأفضل.

هذه المميزات وأخرى هي التي جعلت النادي الإيطالي روما يجدد للاعب في سن 37 سنة لسنتين إصافيتين، لأنه بكل بساطة لاعب خالد ويستحيل العثور على لاعب بمعدنه الذي لا يصدأ