الأربعاء، 26 فبراير 2014

ليلة سقوط برشلونة



كما يقال لكل جواد كبوة ، ويوم لك ويوم عليك ، فيستحيل أن تجد انسانا في القمة دائما أو تجد شخصا ناجحا بدون أن يكون ذاق مرارة الفشل ، فمن الفشل يأتي النجاح لأنه من يعطيك الاصرار على تحقيق ماتريد ، وهذا أيضا نجده في كرة القدم ، فتجد فريقا يجتهد ويكافح وينجح وأخر يحاول ولكنه يفشل في النهاية ولايحقق طموحه وسرعان مايعود بسبب اصراره وتجده يقف على منصات التتويج .

ولكن دوام الحال من المحال ، لذلك كما ذقت طعم الانتصارات والوقوف على المنصات فإن اليوم سيأتي عليك لتذوق طعم الانكسارات ومرارة الهزائم والتعثرات .

فلا أحد ينكر أن برشلونة في السنوات الخمس الأخيرة قدم مستويات كبيرة وأبدع كثيرا في مختلف البطولات وخاصة في مواسم غوارديولا الثلاث الأولى والتي وصل فيها برشلونة إلى أعلى مستوى ممكن وحقق كل مايمكن تحقيقه من الألقاب .

ولكن منذ الموسم الرابع لغوارديولا والفريق بدأ يتراجع ويتراجع حتى وصل به الحال لما هو عليه الآن .. معاناة بشكل كبير في تحقيق الانتصار .. وصارت الهزيمة والتعثر بعدما كان يصعب أن يتعرض لها صارت شيء أقرب للعادة في الأونة الأخيرة .. ولعل من يتابع برشلونة جيدا للاحظ ذلك خاصة منذ بداية الدور الثاني من هذا الموسم لاسيما في الدوري الأسباني .

فجمهور برشلونة وكذلك جماهير الفرق الأخرى التي لاتحب أن ترى برشلونة فائزا لايمكنها أن تنسى الخسارة المذلة التي تعرض لها الفريق الكاتلوني أمام سويسداد في معقله في الأنويتا ليست فقط لأنها هزيمة للبطل ولكن للأداء الهزيل الذي ظهر عليه المارد الكاتلوني ولضعف ادارة مدربه للقاء رغم أنه كان يعلم جيدا أن ملعب الأنويتا من أصعب الملاعب على برشلونة .

قد يأتي أحدا ويقول أنها مجرد هزيمة عادية كأي هزيمة ولكن في الواقع الأمر ليس كذلك فمع تكرار الهزائم وازدياد الأخطاء وعدم التعلم فإن النهاية تكون اقتربت وإن السقوط يكون على المحفة .. لذلك ان لم تراجع ادارة برشلونة وجهازها الفني نفسها بشكل جيد وتبحث عن مصلحة الفريق فإن برشلونة الأسطوري سيسقط بلا رجعة وسيواصل الانحدار موسما بعد الآخر .. فهذا هو  مصير من يعيش على أنغام الماضي ويتناسى الحاضر ويكذب على نفسه ويخدعها بأنه لايزال الأفضل في العالم رغم أن أقل الفرق صارت تكشف أسلوبه وطريقته وتستطيع الفوز عليه .. فهل ترى سيتعلم أحدا وسيعتبر .. الأيام وحدها هي من ستكشف عن الاجابة الحائرة