الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

ولي العهد: التعاون الأمني الخليجي.. إدراك عميق لوحدة المصير وخطورة التقصير





رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظه الله- أمس، الاجتماع الدوري الخامس والثلاثين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وذلك في فندق الريتز كارلتون بالرياض. وقبيل بدء الاجتماع التقطت الصور التذكارية لأصحاب السمو والمعالي بهذه المناسبة.

وبعد أن أخذ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وأصحاب السمو والمعالي مكانهم، ألقى سموه كلمة فيما يلي نصها:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. معالي الأمين العام. أصحاب المعالي والسعادة. الأخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يطيب لي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأتشرف أن أنقل إليكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وتطلع مقامه الكريم إلى أن يسهم اجتماعكم المبارك الخامس والثلاثين في تعزيز جهود دولنا الأمنية وتوسيع نطاق تعاوننا المشترك، من أجل المحافظة على أمننا الخليجي، واستقرار شعوبنا وتطورها".


وأضاف سموه: "أيها الأخوة.. لقد شهدنا بالأمس القريب وعلى أرض مملكة البحرين الشقيقة التمرين الخليجي المشترك (أمن الخليج العربي1) الذي يعد بحق أنموذجًا مشرفًا وتطبيقًا عمليًا لما وصل إليه تعاوننا الأمني المشترك وإدراكًا عميقًا لوحدة المصير وخطورة التهاون أو التقصير. أيها الأخوة.. إن أمننا الخليجي، وعمقنا الإستراتيجي، وثقلنا الاقتصادي، ومرتكزنا العقدي محاط بمهددات أمنية عديدة في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من متغيرات وانحرافات فكرية ونزاعات طائفية وظواهر إرهابية تقف وراءها دول ومنظمات وتنظيمات نُدرك غاياتها وتوجهاتها وقادرون بحول الله وقدرته على درء مخاطرها والمحافظة على أمن دولنا وشعوبنا.

وتابع ولي العهد: "أيها الأخوة.. إنه مهما كانت قوة وخطورة من يحاول أن يعتدي على أمننا واستقرارنا فإنها تصغر، أمام صلابة موقفنا وقسوة ردنا مستمدين العون والتوفيق في مواجهة مخاطر تلك الأعمال الإجرامية والمخططات العدوانية من الله وحده ثم بقدرة وكفاءة أجهزتنا الأمنية وتماسك وحدتنا الوطنية، وصلابة أمننا الفكري وعمق تجربتنا في مواجهة التحديات. أيها الإخوة: إننا نعمل من خلال مجلسكم الموقر وفق تطلعات طموحة وتوجيهات كريمة من قادة دولنا.. تطلعات تستلهم على الدوام احتياجات ومتطلبات شعوبنا والمحافظة على أمنها واستقرارها، وتهيئة المناخ الأمني الأساس في نجاح مسيرة التنمية واستقرار الشعوب، ولذلك تعمل أجهزتنا الأمنية وفق رؤية أمنية شاملة وبمنهجية احترافية عالية تستبق الفعل الإجرامي قبل وقوعه وتتعامل مع الموقف بما يردع المعتدي ويحول دون تكرار تجاوزه بأي حال من الأحوال وبما يحقق فاعلية الردع وقناعة الارتداع، يساندها في أداء رسالتها وعي وطني نعتز به ونعمل على استمراره واتساع نطاقه بين أفراد مجتمعاتنا ومختلف مؤسساتنا وهيئاتنا المعنية".


"وختاماً، أرجو من الله العلي القدير أن يكلل جهودكم بالنجاح وأن يبارك جمعكم واجتماعكم فمنه وحده نستمد العون والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


ثم ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة رفع في مستهلها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون -حفظه الله- على ما تلقاه مسيرة العمل الخليجي المشترك من الرعاية والدعم والتوجيهات الكريمة والجهود الحثيثة لتعزيزها وتقدمها وتحقيق أهدافها السامية وتلبية تطلعات مواطني دول المجلس لمزيد من الترابط والتعاون والتكامل.

كما رفع معاليه التهاني لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ومواطنيها الكرام بمناسبة احتفال كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر بأيامها الوطنية.

ونوه الدكتور الزياني بالجهود الأمنية المتميزة خلال موسم حج العام الماضي التي بذلتها حكومة المملكة من أجل التيسير على ضيوف الرحمن وتوفير أمنهم وسلامتهم، بفضل من الله العلي القدير، معرباً عن الامتنان لسمو ولي العهد وزير الداخلية ومتابعته المستمرة وجهوده الحثيثة لتعزيز العمل الأمني المشترك بين دول المجلس.


وقال: "لقد أولى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون -حفظهم الله- التعاون الأمني في دول المجلس اهتماماً بالغاً وأكدوا دائماً أهمية الأمن والاستقرار كأساس لحماية المكتسبات والإنجازات التي حققتها دول المجلس بجميع شعوبها ولا شك أن ما تحقق من إنجازات بارزة في إطار التعاون والتكامل في مجال العمل الأمني المشترك وما تم تنفيذه من برامج ومشروعات في سبيل تعزيز وتطوير قدرات وجهود الأجهزة الأمنية في دول المجلس هو دليل على حرصكم واهتمامكم أصحاب السمو والمعالي وسعيكم الدائم لدفع مسيرة العمل الخليجي إلى آفاق أرحب وأشمل وصولاً إلى تحقيق أهدافنا السامية، وقد أكد التمرين الأمني الخليجي المشترك واستضافته مملكة البحرين برعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أن أمن الخليج العربي واحد، ومثّل دليلاً ساطعاً على عمق التعاون والتنسيق الأمني القائم بين دول مجلس التعاون و دليل بارز على حرص الأجهزة الأمنية بدول المجلس على زيادة قدراتها ورفع مستوى عملها الميداني".

وأضاف: "إن مشاركة القوات الأمنية بدول المجلس في التمرين، أكدت أن الأمن الخليجي كل لا يتجزأ وأن التعاون المشترك ركن أساسي في الحفاظ على أمن دول المجلس وسلامتها والحفاظ على استقرارها وأن دول مجلس التعاون سوف تواجه أي تهديد بكل جدية والتزام ولن تتردد في حماية أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها والمحافظة على منجزاتها ومكتسباتها". إثر ذلك بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية جلسة عملهم المغلقة




ولي العهد: تمرين «أمن الخليج» أنموذج مشرف لتعاوننا الأمني المشترك


جانب من الاجتماع

0 التعليقات:

إرسال تعليق